محمد خطاب Admin
عدد المساهمات : 148 نقاط : 441 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: المدرسة (قد) تبقى! بقلم : محمد فالح الجهني الثلاثاء أبريل 24, 2012 3:18 pm | |
| «المدرسة.. مؤسسة يدخلها الصغار الأذكياء ليتخرجوا فيها كبارًا أغبياء».. هكذا وصفها أحدهم في سياق اتجاه ناقد يرى أنها عطّلت ملكات الأطفال وقيّدت تفكيرهم الحر ونشاطهم الفطري الطبيعي، بأنظمتها ولوائحها وقوانينها، وبالمعرفة المعلّبة في كتبها ومقرراتها ومناهجها. انتقاد المدرسة كمؤسسة اجتماعية تربوية لم يكن حديث اليوم والساعة، فقد هاجمها المفكر السويسري «جان جاك روسو» في القرن الثامن عشر الميلادي واصفًا إياها بالقيد الصقيل الذي يعوق الناشئة عن نموهم الطبيعي علاوة على إفسادها للفطرة السليمة للأطفال، موصيًا بالعودة بالصغار إلى الطبيعة لينموا في أحضانها نموًا طبيعيا يواكب فطرتهم الإنسانية الطيبة. وفي ستينيات القرن العشرين هاجم المفكر النمساوي الأصل «إيفان إيلتش» المدرسة بضراوة واصفًا إياها بأخطر مؤسسة اجتماعية تنمّط سلوك الناشئة وتقتل ملكاتهم، وتعيد إنتاج المجتمع بطبقاته وقواعد سلوكه السلبية في الغالب، داعيًا إلى مجتمع إنساني «بلا مدارس». معقول إلى حد بعيد إن تساءلنا اليوم عن جدوى «المدرسة»، كمؤسسة اجتماعية، نرسل أبناءنا إليها في سن معينة، بقصد التوجيه الديني، أو التنشئة الاجتماعية، أو تزويدهم بالمهارات الأكاديمية الأساسية، أو حصولهم على المعلومات والمهارات والقيم المرتبطة بمختلف العلوم والمهن. فثمة وسائط تربوية اليوم - قديمة وحديثة- أكثر كفاءة من المدرسة، إذا ما صممت في إطارها برامج تربوية مجدية؛ كالمسجد والنادي والسوق والشارع وجماعة الرفاق والمربي الخاص والإعلام والتعليم المنزلي والحاسب الآلي وشبكات المعلومات والبرامج والتطبيقات الافتراضية المرتبطة به. من جهة أخرى عجز المدرسة عن قيادة التغيير الاجتماعي، باعتبار صحة وصفها بالمؤسسة المحافظة، يجعلها عرضة للتغير ممن حولها، ولعل التغيير يأتي باستبدالها تمامًا واتخاذ وسائط تربوية طبيعية أو افتراضية أخرى. «المدرسة مؤسسة تربوية وجدت لتبقى وتتطور».. قول ما فتئ التربيون من ترديده، خصوصًا معلمو المدارس وكثير ممن سيدلفون إلى حيز البطالة بإلغاء المدارس من الوجود. لكن بقاء المدرسة وتطورها يستلزم إعادة النظر في فكرتها وجدواها ودورها وأنشطتها وبنيتها وفلسفتها وطبيعتها. ليس من المعقول أن يبقى هم المدرسة اليوم محصورًا في كبح السلوك الفطري الطبيعي لدى الناشئة، ومقاومة رياح التغيير في كافة أوجه الحياة، بسياسات تربوية (خالدة) لا تتزحزح! وبمناهج ومقررات معدّة للاستهلاك وإن حل تاريخ انتهاء صلاحيتها، وبقواعد سلوكية ونظم ولوائح جامدة وغير قابلة لإعادة الصياغة وفق التحوّل ومقتضى الحال. المدرسة المرشّحة للبقاء والتطور – مع الاعتذار للسيد «جون ديوي»- لابد أن تكون صورة مبسطة ومواكبة للحياة بصيرورتها وتحولاتها وتبدلاتها، وفي نفس الوقت تمثّل إطارًا حرًا وطبيعيًا لنمو ذكاءات الأطفال بمختلف أنواعها، مع الاعتذار والشكر - أيضًا - للسيد «هوارد غاردنر» وطرحه المثير في نظرية الذكاءات المتعددة قبل حوالي ثلاثين عامًا.[img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img] | |
|