[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بالرغم من اختلاف فلسفات التعليم، في كونها انعكاسًا مطردًا لتجارب مختلفة لشعوب العالم، إلا أن طبيعة الحياة الحديثة المتصلة بنظم المنهج الغربي في تأسيس صورة واحدة للتعليم الحديث عبر فكرة المراحل المدرسية المفضية إلى الجامعة من خلال التجربة الأوربية، ظل هو النمط الأبرز والأكبر تأثيرًا.
بيد أن ثمة تجارب أخرى لفلسفات التعليم في الغرب أدت دورًا في تأسيس منهجيات محدودة الانتشار لفلسفة التعليم من زوايا نظر مختلفة، سواء أكانت عبر نظريات تربوية تختص بتعليم الأطفال، كنظام مدارس منهج (مونتسيوري) الذي ابتكرته العالمة الإيطالية (ماريا مونتسيوري) في بدايات القرن العشرين، أو المدارس الخاصة التي اشتهرت عالميًا برؤى وفلسفات عبرت عنها وظلت مستمرة ومنتشرة مثل مدرسة (سمرهيل) الإنجليزية ذات النمط الديمقراطي الحر في التعليم أو مدارس (فالدروف) الألمانية التي اشتهرت بفلسفة الألماني (رودلف شتاينر) القائمة على تأويل يعبر عن رؤية مثالية للعالم ومؤسسة على ضرب من الانعزال الفكري عن المجتمع. وهناك بعض الكليات التعليمية الخاصة ذات الشهرة العريقة مثل مدرسة (إيتون كوليج) الإنجليزية المختصة بإعداد القادة والسياسيين والأمراء إزاء ذلك برزت مناهج وتجارب أخرى في العالم العربي مستوحاة من الطبيعة الحضارية للدين الإسلامي عبر استثمار زاوية سن التكليف الشرعي في الإسلام باعتبارها سقفًا مناسبًا لاكتمال مهارات المعرفة المتكاملة للدخول في الحياة العملية، مثل تجربة (المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم) في دولة الإمارات العربية التي أسسها رجل الأعمال الإماراتي الشيخ (سعيد لوتاه).
وكذلك حققت تجارب شرقية أخرى نجاحات واختراقات لا بكونها ذات منهجية مدرسية خاصة، بل بوصفها نظامًا تعليميًا عامًا ومتكاملاً استثمر بعض القيم الإسلامية عبر رؤية حديثة تستند إلى توجيه القيم الإيجابية في الثقافات المحلية، مثل تجربة النظام التعليمي في دولة ماليزيا.
حيال كل تلك التجارب التي نستعرضها في هذا الملف والذي أعده الزميل أسامة أمين، من ألمانيا، ثمة ما يشير إلى إمكانيات متعددة لاختبار مناهج معرفية متنوعة، لها القدرة على النجاح وتحقيق منجزات تعليمية فريدة، الأمر الذي يجعل من أفق العملية التعليمية مفتوحًا على الكثير من الأفكار الفلسفية والتربوية شرط إدراك النسبة والتناسب بين الثوابت والمرجعيات من ناحية، وبين الانفتاح على أفق الإبداع الإنساني من ناحية أخرى.