الوادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوادي

الحياة خبر كويس وآخر سيء
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  خيارات الموهبة
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:44 pm من طرف محمد خطاب

» استخدموا (ضمير الملكية) وقولوا: أبنائي .. طلابي .. مدرستي
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:35 pm من طرف محمد خطاب

» تطبيقات ( الكايزن ) في الطفولة المبكرة بقلم : لمياء صالح
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:26 pm من طرف محمد خطاب

» حرب البلقان ١١ يوليو ١٨٧٦
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 11:05 pm من طرف محمد خطاب

» بناء الدولة الحديثة في مصر
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 11:02 pm من طرف محمد خطاب

» رؤساء مصر من أيام عمرو بن العاص الى الان
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 10:51 pm من طرف محمد خطاب

» الكرامة المصرية و الاستعلاء السعودي بقلم : محمد خطاب
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 9:44 pm من طرف محمد خطاب

» من التاريخ النوبي : أمیر نوبى
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 12:56 am من طرف محمد خطاب

»  الحملة الفرنسية على مصر من خلال المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي(دراسة استشراقية)عمر البوجمال بن جاسم2
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالخميس أبريل 26, 2012 4:26 am من طرف محمد خطاب

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
مارس 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031
اليوميةاليومية
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خطاب
Admin



عدد المساهمات : 148
نقاط : 441
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Empty
مُساهمةموضوع: من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)   من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي) Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:51 pm

شخصيات المسرحية

الدب : ـ حاكم المزرعة.. لطيف يبتسم باستمرار
الحمار : ـ يتكلم بحكمة ـ يضع على عينيه عدسات مكبرة غليظة
الطاووس : ـ مغرور لكنه جبان ـ عضو المجلس البلدي بالمزرعة
الفيل : ـ فيل المزرعة ـ عضو المجلس البلدي.
ديوك : ـ ديك المزرعة ـ يجيد النفاق ـ عضو المجلس البلدي.
الثعلب : ـ من رعية المزرعة .. مشاغب.. معارض..
القرد : ـ من رعية المزرعة.. مشاغب .. معارض
أستاذ حمام : ـ قائد سرب الحمام في المزرعة.
السيدة بقرة : من رعيّة المزرعة.
جوقة الغناء : من رعيّة المزرعة
ملاحظة لا بد منها:
قد يسأل بعضكم.. لماذا اتكأ الكاتب في رسم أحداث مسرحيته وشخوصها على الحيوان؟ على الرغم من التناقض الكبير في أسلوب حياة وبيئة كل حيوان.. مثلاً كأن يعيش الدب المفترس مع الحمار، أو الثعلب مع الطير أو.. إلخ؟
الإجابة تقول: هي حالة افتراضية لمجتمع حيواني أُنسن من أجل أن يقول شيئاً ما ربما ليقول شيئاً نعرفه أو نجهله.. تبقى الحالة مجرد حالة افتراضية، وأقرب للمثالية، ويبقى عالم الطفولة بفئاته العمرية المختلفة الأقدر على فهم هذه الحالة كما يراها أو يتخيلها.
ملاحظات حول الديكور والمنصة
تقسم المنصة إلى ثلاث أقسام:
القسم الأول:
يُظهر الجزء الجانبي من سور المزرعة، ومن خلفه يظهر الجزء العلوي من صخرة كبيرة، وقد حجبت الرؤية عما خلفها، وفيها ثقب حلزوني الشكل يصدر بين الفينة والأخرى صوتاً مرعباً يخيف سكان المزرعة.
القسم الثاني:
يشتمل على الواجهة الأمامية للقصر البلدي، وتتوسطه الشرفة الخشبية، ونباتات الياسمين الأبيض والأصفر تزين الشرفة.
القسم الثالث:
ويضم ساحة المزرعة، وحولها مدرجات حجرية نصف دائرية تشبه (مدرجات ملعب كرة القدم) وهي مخصصة لجلوس الرعية. ثم طاولة دائرية، وحولها مقاعد خشبية مخصصة لجلوس أعضاء المجلس البلدي.
**






المشهد الأول

ـ الطنين يملأ المكان فترة قصيرة، ويسبب لحيوانات المزرعة التوتر والخوف والفوضى.. يلي هذه الحالة توقف الجميع المفاجئ، ثم يتسلل إيقاع موسيقي متدرج يقطع السكون، ويلي ذلك تشكيل جوقة غنائية تردد وهي تشخص بعيونها نحو الصخرة.
الجوقة:
الخوف الخوف يحاصرُنا
هل يسرقُ مِنّا حاضرَنا؟

والآتي عنّا مخفيٌ
هل يأتي الوحش ويأكلنا؟

أم يأتي الرعب ويقهرُنا

الخوفُ الخوفُ يحاصرُنا

***************
الأرض كانت خضراء
واليومَ أمست صحراء

لا غيم زار مزارعنا

لا فرحٌ كفَّ مدامعنا

ما عاد الحب يجمعنا

رعبُ الأشرار يهددنا

الخوفُ الخوفُ يُحاصرُنا

ـ من العمق الضبابي، وفي ضوء خافت، تتقدم كتلة بيضاء تحيط بها حزمة ضوئية دائرية تدلل على شخصية الحمار العجوز
ملاحظة: الحزمة الضوئية تتناوب في إظهار الشخصيات أولاً بأول للتعريف بها، وهي متدرجة بالسطوع.

الحمار : (ينظر بحزن إلى رقعة البنطال).. هيهات يا زمان.. كان يا ما كان.. قبل شهر من الآن.. كانت الحياة عامرة وبالتجارة زاهرة، وبالغلال وافرة.. تسود المحبة القلوب.. لا غالب ولا مغلوب (ينتفض).. فجأة وفي أيام، وخلال شهر من زمان.. أصبحت الرعية والمزرعة لا تنام.. ساد البؤس والفقر، والغمز واللمز والاقتتال بين الأصحاب والأحباب والخلان..
قبل شهر من زمان.. حدث أمر ما كان بالحسبان.. قلب الحياة رأساً على عقب عظم البؤس وكثر النهب.. والسبب يا أصدقاء.. (يشير نحو الصخرة).. الوحش الغريب.. صاحب الأمر العجيب.. الذي ظهر فجأة، وسدّ الطريق بهذه الصخرة، وترك للعبور ثغرة.. تكفي لمرور ثور صغير أو سلحفاة أو دب قصير (يتحرك ضمن بقعة الضوء) يقولون عن الوحش ما يقولون؟!.. له رأس بوم وجسم كركدن، وعنق ضبع.. وأذنا خنزير.. وأرجل فيل .. وذيل حصان.. وجناحا باشق.. لكنّه لا يطير.. ويمشي كالبعير.. بخفة ورشاقة، وسرعة، وأناقة.. يسمونه (غولاً) وسرّ حياته لغز من يحله يقي المزرعة شرّه
الدب : (متباكياً، وضمن بقعة ضوء) ومن لا يعرف حل اللغز.. يصبح وجبة شهية يتلذذ بأكلها الوحش.. ويتمتع بهمشها وطقطقة عظامها!
الحمار : (بحزن شديد).. هيهات يا زمان.. متى نعود جميعاً إلى بر الأمان..؟
شهر مضى، وجاء ثان.. وحل اللغز أصبح في خبر كان.. لقد خرج منّا الكثير لحل اللغز الكبير.. هيهات.. هيهات
الفيل : (يبكي بحرقة) حتى صديقي الصغير.. الحمار الضرير.. كان يعيش في بيته كالأمير، وحوله زوجته وأولاده الحمير.. خرج إلى حلِّ اللغز على أمل أن يعود.
الحمار : (مقاطعاً ومتابعاً).. وزوجته المسكينة غدت كعود.. حتى نفقت. واليوم .. قرر العبقري ثور بيك حلّ اللغز..
(بقعة الضوء على ثور بيك، وهو يحتضن الحاسب، وعلى ظهره التلسكوب)
ثور بيك : (بفخر وتحدي) قالوا عني أني نابغ بالإعراب سوف أريهم أني شاطرٌ أيضاً بالحساب
انظروا: (يلعب بالحاسب)..
أنا الذكي.. أنا
وسيد الأرقام

أنا القوي .. أنا
بحالكِ الأيام

لا أهملُ الإعراب

وأتقنُ الحساب

صديقي الكتاب

رفاقي الأقلام

***
لا حدَّ لبراعتي
فعندي الحاسوب

ولي صديقٌ آخرٌ
يُسمّى التلسكوب

يقرب البعيد
ويأتِي بالجديد

ويكشف المزيد

في الضوء والظلام

***
أُقّلبُ الفضاء
عن لغزنا العجيب

وأسأل النجوم
عن سرنا الغريب

سأهزم الأشرار

وأحرس الأسوار

وأكشف الأسرار

وأطرد الغزاة

(يجري بعض العمليات الحسابية بسرعة ومهارة)..
انظروا: (ينظر بالتلسكوب)..
بالفحص والتشخيص، وإجراء الحاسب سوف نحل اللغز، وندرك الحاصل.. يا سلام!!
(يكلم نفسه).. سوف أحل اللغز وأحصل على جائزة المزرعة..
الحمار : (يفطن) أوه.. نسيت أن أقول.. إن حاكمية المزرعة خصصت جائزة نقدية معتبرة.. مائة ليرة ذهبية، ومثلها فضية لمن يقضي على الوحش
(ينسحب الحمار إلى ركن هادئ)
الثعلب : (ساخراً من أعلى المدرّج).. لكن هيهات، من يحل اللغز ويقتل الوحش
(يصعد ثور بك باتجاه الصخرة ويدخل الكوّة /الثغرة/.. يتجه الجميع خلفه ونظراتهم تودعه بحزن))..
القرد : (يقفز باتجاه السور، وينظر بالمنظار الذي يحمله دائماً)..
إنه ثور بيك .. يعبر الصخرة..
الثعلب : (يقع ثم يقف ثم ينفض الغبار، ويعدل من ربطة عنقه غير مبال).. أُراهن على أنَّ ثور بيك، وصديقيه التلسكوب والحاسب لن يستطيعا حل اللغزِ.
الدب : (يرفع صوته غاضباً، بينما القرد مشغول يراقب وصول ثور بيك لمقابلة الوحش)
.. يا سيد سعيد.. ما هي أخبار ثور بيك.. هل وصل؟..
القرد : (ينظر بالمنظار) إنه في طريقه إليه يا سيدي..
(الدب يُخرجُ من جيبه ساعة أوتوماتيكية، ينظر إليها، ثم يهزّها ضجراً..)
الدب : ساعة أتوماتيكية.. أهداها لي رئيس البلدية في ذكرى جلوسي على كرسي الحاكمية.. (يهز الساعة بقوة وضجر) إنها معطّلة.. لا تعمل..
الثعلب : (من الطرف الثاني، وبخبث) أظنّها رشوة يا سيدي..
الدب : (بانفعال طفولي) إن بعض الظن إثم يا ثعلب!.. (يلتفت إلى القرد)
يا سعيد أفندي.. هل وصل؟
القرد : (دون أن يلتفت) من يا سيدي؟
الدب : (في ضيق) هو هو.. ثور بيك ومن غيره..!!
القرد : لا يا سيدي الحاكم
الدب : (بارتباك) تأخر وصوله؟!..
القرد : (صارخاً) بضع دقائق، ويصل يا سيدي
الدب : (بخوف زائد).. الوحش..؟!.
القرد : (صارخاً) بضع دقائق، ويصل يا سيدي
الدب : (بخوف زائد) .. الوحش..؟!.
القرد : لا.. بل ثور بيك يا سيدي
(يعيد الوصف السابق للوحش بطريقة معكوسة عن قصد،) يا لطيف!!
... الوحش طويل وضخم.. له رأس ثعلوب، وجسم ضبع، وأرجل حمار، وجناحاً زرافة، ويطير!
الدب : (يقاطعه غير مصدق) معقول!! له جناحاً زرافة، ويطير؟!
(ينظر نحو الزرافة باستغراب) وهل للزرافة جناحان؟!
الثعلب : لا يا سيدي الحاكم.. (يخطف المنظار من القرد.. يصحح) له رأس بوم..
وجسم كركدن، وعنق ضبع.. وأذنا خنزير.. وأرجل فيل.. وذيل حصان.. وجناحا باشق لكنّه لا يطير.. إنما يمشي كالبعير بخفة، ورشاقة، وسرعة، وأناقة..
الدب : (بفزع) صحيح.. يا لطيف؟! ..
القرد : (يخطف القرد المنظار من الثعلب ويصرخ به) .. لا تلعب بالنار
الثعلب : (للقرد هامساً) نحن أصحاب المنظار، ونحن من اخترع هذه الوصفة..
خلِّ الطابق مستوراً
الدب : (بحسرة) ها.. ما أخبار ثور بيك يا ثعلب أفندي؟!
الثعلب : (يخطف المنظار من القرد) يبدو أنه واقف أمام الوحش يا سيدي
الدب : (بارتباك زائد) لم أفهم يا ثعلب أفندي؟.. أهو واقف أم؟!..
الثعلب : (متابعاً باعتداد) واقف أمام الوحش يفكر يا سيدي الحاكم
الفيل : (بدهشة) صديقي ثور واقف أمام الوحش، ويفكر؟! معقول!
ملاحظة : يتناوب القرد والثعلب الحوار، ويتخاطفان المنظار.
القرد : إنه يعصر دماغه يا سيدي الحاكم
الثعلب : إنه ينظر بالتلسكوب يا سيدي الحاكم
القرد : أدار جهاز الحاسب يا سيدي الحاكم
(تند بعض الأصوات آتية من وراء الصخرة تشبه ذبذبات الراديو)
الثعلب : (يتظاهر بالإصغاء) الحاسب يُصدرُ أصواتاً غريبة يا سيدي
القرد : (بثقة) هذه الأصوات ناتجة عن التفكير العميق.. يا سيدي
(ينبعث دخان كثيف من خلف الصخرة)
ديوك : (متدخلاً لأول مرة) بدأ الدخان يتصاعد يا سيدي!!
الدب : (وهو يتحرك بقلق، وانفعال جيئة وذهاباً) دخان!!. يا لطيف؟! يا ساتر؟!.
السيدة بقرة: (أول مرة) ساعده يا رب، وانصره على عدوه.. إنه أبو أولادي
الدب : معقول؟‌! لقد طال تفكيره؟!
الفيل : إنه اللغز يا سيدي!
الدب : يا لطيف.. يا ساتر؟! لغز أخو حفيانة( )..
(يتراكض الجميع باتجاه السور المقابل للصخرة ويتجمعون على شكل نصف دائرة.. لحظات، ويأتي صوت الطنين مصحوباً بانفجار)
الثعلب : إنه انفجار.. إنه انفجار.. يا سيدي!
القرد : إنه الجواب.. إنه الجواب يا سيدي!
الثعلب : يا هو. هو. هو.. مات البطل.. مات البطل
القرد : (بحزن كاذب) التلسكوب تهشم، والحاسب انفجر، وثور بيك تبعثر.. يا سيدي
(يسود البكاء، ويعود الجميع إلى أماكنهم المخصصة)
(الجوقة ترتل)
يا صاحب الحاسب
قدمت يا بطل

سنجمع الأوراق
ونرجع الأمل

ضحيت بالنفيس

بالغالي بالرخيص

كي يزهو الوطن

بالجد والعمل

***
في قلبنا تعيش
يا سيدي الأرقام

يا هامة جبارة
تلفك الأعلام

دماؤك الزكية

ونفسك الأبية

ضحيت يا مقدام

كي يزهرَ الوطن

بالجد والعمل

السيدة بقرة: (تبكي وتندب حظها) يا ويلي.. يا حسرتي عليك يا زوجي.. يا أبا الأولاد
الدب : (يتقدم نحوها مطرقاً، حزيناً، يعزّيها بصوت خفيض) الموت حق سيدة بقرة..
زوجك مات دفاعاً عن أرض الوطن.. تقبلي باسمي وباسم كافة حيوانات المزرعة العزاء لك وللأولاد.
ديوك : (بإعجاب ينافق، وكمن يخطب) ثقتنا بك كبيرة يا سيدي الحاكم.. لا أعتقد أنَّ هناك مزرعة على الأرض يحكمها حاكم بمثل حكمتك، وشجاعتك..
الفيل : (لنفسه) العمى.. معقول؟!.. يا لك من منافق!
... (صوت الطنين مصحوب بانفجار، وانبعاث دخان كثيف)
الدب : (بهدوء وحزن يكلم نفسه) الوضع خطير
القرد : (من المدرج) نريد الحل.
الثعلب : (متابعاً) الحل يا جماعة؟..
الطاووس: (يخرج عن سكوته وبغباء) المرحوم ثور بيك.. كاد أن يحلّ اللغز لو منحه الوحش فرصة أطول يا سيدي.
الدب : (بانفعال) غبي.. أنت غبي يا سيد طاووس.. أنت في واد، ونحن في واد
الطاووس: (متابعاً بغباء) أصلاً.. ثور بيك شديد الطمع.. فكّر بجائزة البلدية ونسي حل اللغز.. مستحيل أن يفكّر أحدنا بأمرين معاً! مستحيل!!
الفيل : (بانفعال) اجلس واصمت
الطاووس: هذا رأيي، وحرية الرأي في المزرعة مصانة.. ما قولك يا سيدي الدب؟
الدب : (بهدوء مصطنع).. أعرف ذلك أيها السيد، وأنت على حق.
لكنّ الظروف في هذا الوقت لا تسمح بالتعبير عن الرأي
الطاووس: (بغباء.. يُخرج من جيبه ساعة تقليدية، وينظر إليها بفرح) الوقت عصراً
يا سيدي الحاكم، وهذا أفضل الأوقات للتعبير عن الرأي!!
الدب : (يتماسك) يا أخي عبر عما شئت، ومتى شئت؟!
لدينا مشكلة ونبحث عن حلٍ لها
أستاذ حمام: (لأول مرة.. باتزان) سيدي الحاكم.. نريد حلاً سريعاً..
الطعام والشراب في نقص مستمر، واحتياطي المزرعة بدأ ينفد
الدب : (برأفة حزينة) أعرف شعور الجميع، وأحس بالوضع الخطير
(صوت الطنين مصحوب بانفجار، وانبعاث دخان كثيف من جديد.. الخوف يدب بين الجميع نلاحظ قطعاً من القماش تتطاير في الهواء خلف الصخرة.. الكل ينظر بذهول نحو الصخرة)
الثعلب : (يراقب بالمنظار) انظروا خلف الصخرة.. إنها ذراع العبقري ثور بيك
الطاووس: (يرفع رأسه وينظر باتجاه مخالف للصخرة، وكمن يتخيل) يا لطيف؟!
الوحش يأكله ويقذف أشلاءه..
القرد : (متابعاً).. معقول؟! حتى أنت يا طاووس أفندي.. نحن من اخترع هذه الوصفة.. (فجأة تظهر فردة حذاء) انظروا.. انظروا إنه حذاؤه
الطاووس: (بعكس الاتجاه ينظر متوهماً) إنهما قرناه.. انظروا إلى ذيله
الثعلب : (في حيرة يكلم صديقه القرد) إني لا أرى شيئاً؟!.. هل ترى يا صديقي!!
القرد : لا .. لا أرى شيئاً؟!
الثعلب : قرناه وذيله.. وهم ..!
القرد : ذراعه وحذاؤه.. وهم!.. ولكن ما لذي نراه؟!..
ـ كلاهما بصوت واحد: لم نعد نفهم شيئاً؟!.. هل ما نراه وهم أم حقيقة؟! ..
الدب : (بصوت خشن نسبياً) سيد ديوك: ناد أعضاء المجلس البلدي في الحال للاجتماع فوراً.
(إطفاء)








المشهد الثاني

المكان : /ساحة المزرعة.. على طاولة الاجتماع أعضاء المجلس البلدي.. في الجانب المقابل نلمح الرعية على المدرجات حالة من التوتر، والخوف يسود المكان../
الدب : (يحاول التماسك) السيد حصان غير موجود؟.. تكرر عدم حضوره جلسات المجلس؟.. لِمَ لم تدعه إلى الاجتماع يا رئيس البلدية؟..
الفيل : إنه مريض يا مولاي، ومازال يعتكف في المنزل منذ أن أكل الوحش زوجته.
الدب : ليتزوج.. هذا قدره.. لعل الزاج يعيده إلينا..
اسمع.. أرسل إليه باقة زهور باسمي.. (يتراجع).. أو باسمكم لا فرق..
القرد : (من المدرجات) .. باسمكم يا سيدي أكثر وجاهة.
الدب : (بابتسامة عريضة تكشف عن أسنان بيضاء ناصعة..) ليكن باسمي.. فهذه إرادة العامة.. /واقفاً/..
أيها الحضور الكريم:
المزرعة كانت مسالمة.. آمنة.. تسود المحبة قلوب أفرادها، ويعم السلام ربوعها.. من كان يصدق أنَّ الحمار يجلس مع الدب
(يشير بافتخار إلى نفسه ثم يرفع صوته)
والطاووس يجلس إلى جانب الفيل.. والقرد يلعب مع ثعلوب.. والكلاب والحمام والأسود والأبيض .. لا فرق
(صوت الطنين مصحوب بانفجار، وانبعاث دخان كثيف. الخوف يدب، وتتجمع الحيوانات بعضها حول بعض بخشونة تصل إلى درجة العراك فيما بينها، والقطع القماشية تتطاير في الهواء خلف الصخرة الكل ينظر بذهول نحو الصخرة)
الدب : (بانفعال) انظروا.. هذه علائم الخطر.. علينا أن نجد الحل السريع حفاظاً على الوحدة الوطنية.. الوحش يهدد كياننا، ومستقبل وحدتنا
/تتشكل الجوقة من جديد وتردد/..
الخوف.. الخوف.. يلاقينا
والرعب الجاثم.. يسقينا

بالأمس غرسنا أشجاراً
في مزرعة أضحت دارا

واليوم الوحش بنا صارا
والصخرة أمست تكوينا

الطاووس: (تأخذه الحمية) سيدي الحاكم.. لديَّ فكرة..
الدب : تفضل.. ماذا تنتظر؟.. قلها بسرعة..!..
الطاووس: لو يذهب أحد أعضاء المجلس البلدي ويقابل الوحش ممثلاً المجلس، وأهالي المزرعة يفاوضه، ويصل معه إلى حل مناسب.
الدب : (بعد لحظة تفكير) فكّرة معقولة!!
الفيل : (مؤيداً).. فكّرة رائعة.. !!.. أنا مع هذه الفكرة
الدب : (للحمار).. وما رأي حكيمنا الحمار؟
الحمار : أنا موافق، ولكن.. على ماذا نفاوض الوحش؟!. .
(الجميع في حيرة.. يتبادلون النظرات باستغراب وتساؤل)
الدب : صحيحٌ!. على ماذا نفاوضه (للطاووس) أنت صاحب الفكرة.. ماذا تقول؟!
الطاووس: (بارتباك) لا.. لا أدري.. أنا اقترحت الفكرة فقط
الحمار : فكرة ناقصة
الدب : صحيح!!.. فكرتك ناقصة يا سيد طاووس
الفيل : (مؤيداً مكرراً) صحيح؟!.. الفكرة ناقصة
الحمار : لنفترض أننا قررنا أن نذهب إليه ونفاوضه.. هل نفاوضه مثلاً على الأرض؟
.. .. (الجميع بذعر يصرخون).. لا.. لا..
الحمار : (متابعاً وساخراً).. أو نفاوضه على الكرامة، والشرف.. ما رأيكم؟!
الفيل : (باستغراب يسأل).. ماذا تقصد؟
الحمار : أن نكون عبيداً للوحش، نقدم أجمل فتياننا، وفتياتنا، وأقوى رجالنا قرابين له
الدب : يا لطيف.. يا ساتر..!!
الفيل : (مردداً) يا لطيف.. يا ساتر..!! /بعد سكتة حذرة/..
الحمار : لنفترض أننا قررنا أن نقابله،.. فمن منكم يتبرع، ويذهب إليه؟
(حالة من القلق والخوف والاستغراب ترتسم على ملامح الجميع.. يتنقل الحمار بينهم مفكراً)..
لا أحد يرد !! .. لماذا؟!. (فترة سكون قصيرة) .. أنا أعرف لماذا أنتم خائفون جميعاً (يلتفت نحو الطاووس).. أنت يا صاحب الفكرة
الطاووس: (بخوف لنفسه) أ. أ. أنا.. ؟. ماذا تريد أن تقول يا حكيم المزرعة؟
الحمار : أنت أصلح من يذهب إلى الوحش، ويفاوضه.. ألست صاحب الفكرة؟
الطاووس: (بنفس متقطع) آه.. مجرد.. ف. ف. فكرة فقط!!.. السلام عليكم
(ينهض الطاووس يريد الخروج)
الدب : (بانفعال) نحن في اجتماع .. اجلس في مكانك!
الفيل : (يكرر بغباء) كلام سليم.. نحن في اجتماع.. اجلس في مكانك
الدب : (بلطف يكلم الطاووس) هي خدمة تؤديها لوطنك، وأهلك.. مجرد رأي.. فما رأيك في أن تكون رسولنا إلى الوحش يا سيد طاووس؟
الطاووس: (متباكياً باستغراب) أنا؟!. وأولادي.. زوجتي!.. أعمالي!. من يرعاهم؟!
الدب : نحن نتكفل بهم إلى حين عودتك
الطاووس: وهل عاد أحدٌ من الذين ذهبوا؟!.. لا. لا.. يا سيدي الحاكم ابحثوا عن غيري فأنا لا أصلح لهذه المهمة (يلتفت نحو ديوك) أرشح السيد ديوك لهذه المهمة..
ديّوك : (ينتفض مذعوراً).. أنا!..
الدب : (بهدوء ولطف).. هي خدمة تؤديها لوطنك، وأهلك.. هذا مجرد رأي.. ونحن نحترم الآراء.. فما رأيك في أن تكون أنت رسولنا إلى الوحش يا سيد ديوك؟
ديّوك : (ينكمش قليلاً) ف.!!. ب بالحقيقة. ف. ف. فرصة لا تعوّض أيها السادة
(يبكي بحرقة.. ثم يجفف دموعه)
ولكن يا أعزائي.. أنا أولاً، وأخيراً أملك قلباً ضعيفاً.. تكفيه صدمة صغيرة ليتوقف.. فكيف لو قابلت الوحش..؟
(يزداد بكاءً.. يجفف دموعه)..
أصحاب القلوب الضعيفة لا يصلحون لمثل هذه المهمة.. أرجو إعفائي، وأنا أرشح صاحب القلب الحجري البطل الجسور.. صاحب البلدية.. الفيل أفندي
(أصوات من المدرجات تنبعث مؤيدة أن يكون الفيل هو السفير لمقابلة الوحش)
الفيل.. الفيل..
الفيل : (مصعوقاً.. يتكور على نفسه) .. أنا..!!..
الحمار : أنت أصلحهم برأي العامة.. (يشير إلى المدرجات).. انظر واسمع:
ـ (أصوات من المدرجات) .. الفيل.. الفيل..
الفيل : يوم أسود.. يوم قدر عليَّ أن أجالس هذا الحمار..
(ينهض في مكانه، كمن يتوسل) .. سيدي الحاكم:
الدب : (يهدئ من اضطراب الفيل) .. كن هادئاً.. هي خدمة تؤديها لوطنك، وأهلك.. هذا مجرد رأي.. ونحن نحترم الآراء.. فما رأيك في أن تكون رسولنا إلى الوحش يا سيدي الفيل؟..
الفيل : سيدي الحاكم:
الدب : (بعفوية غامرة بالفرح) يا سلام يا فيل أفندي.. اسمع ما تردده العامة
ـ (أصوات من المدرجات).. الفيل.. الفيل..
الفيل : سيدي الحاكم:
ـ (أصوات من المدرجات) صاحب البلدية.. صاحب البلدية
الدب : (بضجر خفيف) .. اسمع ما تردده العامة يا صاحب البلدية.
الفيل : البلدية، وأشغالها .. الطرقات.. المباني.. الكهرباء.. المياه.. يا سيدي الحاكم؟!..
الدب : نحن نتكفل بإدارة أمور البلدية.. حتى تعود
الفيل : أنت الحاكم يا سيدي.. يكفيك أعباء الحكم..
القرد : (من المدرج) .. لا أحد غيرك يا صاحب البلدية
ثعلوب : (من المدرجات يسخر) أنت صاحب البلدية، وأنت أذكانا.. لأن من صفات صاحب البلدية الذكاء.
الفيل : (ينتفض واقفاً) .. هذا افتراء مدبر يا سيدي الحاكم..
إنهم معارضة يا سيدي الحاكم..؟!
الدب : وليكن.. ما قاله الأصدقاء فيه الكثير من الصحة يا رئيس البلدية..
(يلتفت إلى المدرجات ويخاطب الجميع)
أنتم على حق.. أنتم من اختاره للبلدية (يلتفت إلى رئيس البلدية).. وهم من رأوا أنك الأصح لمقابلة الوحش وتخليص المزرعة من هذا الوبش( ).. هي إرادة الجماهير
الفيل : (وكأنه حوصر.. ينفجر باكياً) أنا أغبى حيوان في العالم.. أنتم تريدون قتلي.. أنا أستقيل.. أستقيل.. (ينهار وهو يبكي)
(ينهض الحمار، ويبعد نظّارته عن عينيه، ويمسحها ثم يرجعها، ثم يلتفت إلى الحيوانات جميعها، ويمعن النظر فيها لفترة قصيرة، ثم يستأذن الحاكم بالكلام)..
الدب : لك حرية الكلام أيها الحمار الحكيم
الحمار : يا أهالي المزرعة: اسمعوا هذه النصيحة..
(يسود السكون، وتتوقف الحركة فترة قصيرة)..
الدور عليكم.. أنتم عميان القلوب.. ما يريد الوحش واضح وجلي، يريدكم أنتم على انفراد واحداً تلو الآخر
(أصوات تتعالى، وفوضى تسود)
الأصوات : نريد الحل.. الحل يا جماعة.. الحل يا سيدنا الحاكم
الدب : (يرتجف يكلم نفسه) لا بد من حل.. لا بد من حل (يلتفت نحو الحمار) حماري الحكيم.. أريد حلاً
الحمار : أعتقد أن الحل موجود..
(يعم الصمت، إلا من بعض همسات التساؤل صادرة عن المدرجات)..
الدب : يدي في زنارك؟!.. قله بسرعة قبل أن أفقد الوعي!..
الحمار : اخرجوا جميعاً للوحش وقاتلوه بضراوة..
(أصوات تتعالى، وفوضى تسود)..
الثعلب : (ساخراً).. قد يأكلنا جميعاً وبالجملة
الحمار : (ساخراً).. اطمئن.. إلا أنت بالمفرق
الثعلب : وحدي
الحمار : ومن معك
القرد : من تقصد؟
الحمار : أنتما ثرثاران.. (وقفة).. يا أهالي المزرعة حتّى لو أكلكم الوحش جميعاً.. أنتم بذلك تكونون قد دافعتم عن أرضكم وشرفكم، وكرامتكم..
(أصوات تتعالى، وفوضى تسود من جديد)
صوت1 : كلام معقول..
صوت2 : الحمار يقول الحقيقة.. نحن عميان البصيرة
صوت3 : كلام خطير..
صوت4 : هذه هلوسة.. مؤامرة..
صوت5 : الحكيم شاخ، وخرّف
أستاذ حمام: (بهدوء متزن).. سيدي الحاكم:
الدب : تفضل
أستاذ حمام: قد نجد حلاً
الدب : (بلهفة).. قد.. يا أستاذ حمام.. هذا لا يكفي.. أريد حلاً بلا قد..
أستاذ حمام: الحل موجود
الدب : (أكثر لهفة).. هات.. هاتِ ما عندك يا أستاذ..
أستاذ حمام: على رسلك يا سيدي الحاكم.. ليس قبل أن نجتمع نحن معشر الحمام، ونقرر بالتّمام.. الأسباب التي أخذت تقلق الألباب، وتُفقد الحيوانات الصواب.
الدب : نحن على عجل، والمشكلة لا تحتاج إلى اجتماع أو أجل.. المشكلة تحتاج إلى حل يا سيد..
أستاذ حمام: (مقاطعاً).. لكن يا سيدي..
الدب : (بعصبية).. لا يوجد لكن أريد الحل..
أستاذ حمام: أنت تصر
الدب : بسرعة يا أستاذ حمام الوقت ضيق.. لم تعد الاجتماعات تفي بالغرض..
أستاذ حمام: إذاً.. اسمع يا سيدي الحاكم:
الدب : كلّي آذانٌ صاغيةُ
أستاذ حمام: يوجد حلاّن لهذه المشكلة
الدب : (بإلحاح).. الحل الأول يا أستاذ حمام
أستاذ حمام: (متماسكاً) تذهب أنت يا سيدي، وتفاوض الوحش..
أنت حاكم المزرعة، وراعي شؤونها، ومُدبر أمورها المعتبرة، والأقدر على إقناع الوحش، لما تتمتع به من رجاحة عقل وفهم.
الدب : (مصعوقاً يكلم نفسه) أنا يا ابن الحرام!!.. (يحاول التماسك).. والرعية بعدي يا سيد حمام؟!.. قد يأكلني الوحش
الفيل : هذا جنون..!!
ديوك : هذا هراء..
الطاووس: (يكرر).. هذا هراء.. والرعية بعد مولانا
الدب : (بريبة للحمار).. وأنت يا حماري الحكيم.. ماذا تقول؟
الحمار : (بخجل وعلى مضض).. شيء مخجل أن تذهب أنت يا مولاي.
الدب : (براحة مصطنعة) سمعت يا أستاذ حمام.. حتّى حماري العزيز خجل من هذا الحل
أستاذ حمام : (يلح) الرعية، وأمورها في أمان يا سيدي
الدب : (مقاطعاً) ومن قال إنَّ الرعية في أمان، والوحش يتربص بنا في كل مكان؟!
لنفترض ذهبت، وقابلت الوحش فأكلني.. عندها من سيخلفني؟..
(يلتفت للأعضاء واحداً تلو الآخر)
.. أنت يا سيد طاووس؟
الطاووس: (بخوف).. أنا أعوذ بالله
الدب : إذاً أنت يا سيد ديّوك؟
ديّوك : (ينتفض).. لا سمح الله..!
الدب : (يهز رأسه) إذاً أنت من يفكر بكرسي الحاكم بعد موتي أيها الفيل المحترم
الفيل : (بقلق).. أنا يا سيدي؟!.. أستغفر الله.. في حال غيابك فقط يا سيدي
الدب : (يهز رأسه وهو يكز على أسنانه) في حال غيابي!! فرصة لا تعوّض يا ابن الحرام
(الدب ينفجر باكياً، ويبكون معه، ثمّ يجفف دموعه بمنديل أبيض طويل، وكذلك يفعلون، ثمّ يميل نحو أستاذ حمام)..
الدب : (بألم) آه.. من هو في مثل عمري لا يستطيع تحمّل طقطقة العظام، وقصقصتها..!!.. يا أستاذ حمام
أستاذ حمام: أمر سيدي
الدب : (بملاطفة) الأمر لله.. إذاً أريد أن أسمع الحل الثاني..
أستاذ حمام: أنا ومعشر الحمام نذهب إلى الوحش، ونقابله ونحل اللغز
الدب : (بفرح غامر) يا سلام.. أسمعت يا حماري العزيز؟.. أسمعتم يا معشر المجلس والمزرعة..؟!.. يا سلام خافت الرعية على سيدها من طقطقة عظامه
/يربت على كتف أستاذ حمام ثمّ يصافحه مهنئاً../
شكراً لمعشر الحمام، وعلى رأسهم السيد حمام.. على هذه التضحية من أجلي ومن أجل الوطن
أستاذ حمام: لا.. بل من أجل الوطن يا سيدي
الدب : (بتواضع مصطنع).. أنا والوطن واحد.. لا فرق.. على كل حال الوقت ضيق أرى أن تسرعوا في الذهاب لمقابلة الوحش وحل اللغز..
/يدخل سرب الحمام المنصة يغني/
ـ اللازمة
نحن اليمام
سربُ الحمام

فجر الوئام
شمس السلام


خير الكلام
حب الوطن

يحيا السلام
يحيا الوطن


ـ توقف مفاجئ عن الغناء.. تعود حالة التوتر من جديد..
معشر الحمام: (بصوت واحد).. لنا شرط واحد يا سيدنا الحاكم قبل لقاء الوحش وحل اللغز
الدب : (بخوف وحذر).. ما هو يا معشر اليمام؟!
معشر الحمام: إذا استطعنا حل اللغز.. عليك أن تتنازل أنت عن أمور الحكم للسيد حمام قائد سرب اليمام، وسفير المزرعة لأمر السلام
الدب : (بفزع) أنا أتا.؟!. أتا.. أتنازل عن الحكم!.. ولمن؟! للأستاذ حمام..؟!
/يهوي فاقد الوعي.. يجتمع حولـه أعضاء المجلس.. أحدهم يدلكه، وآخر يبخره، وآخر يرش عليه الماء.. الخ/
الدب : (بين صحوٍ وغفوة وبصوت ممدود).. هل ذهبت جماعة اليمام؟!..
أعضاء المجلس: (بصوت جماعي ممدود).. لا لم يذهبن.. بل ينتظرن الجواب
الدب : (ينتفض مذعوراً وبصوت رقيق يرتجف).. والحل أيتها اليمامات الطيبات؟!
معشر الحمام: التنازل عن الحكم
الدب : وأنا أصبح ماذا؟!..
معشر الحمام: واحداً من رعية المزرعة
الدب : (مصعوقاً) واحد من الرعية!.. لماذا!.. لماذا أيتها الطيبات؟!..
لماذا يا سيد حمام!!
أصوات : الحل لديك أيها الدب الحاكم.. وافق.. وافق
(يصم أذنيه بفزع، ويدور حول نفسه بسرعة)
الدب : موافق.. موافق..
أستاذ حمام: والضمان سيدي الحاكم؟..
الدب : (على مضض).. أتنازل عن الحكم
أستاذ حمام: موافق شرط أن تتعهد بذلك أمام الرعية؟
الدب : (واقفاً بحزن).. موافق.. يا أهالي المزرعة اشهدوا على العهد الذي أقطعه أمامكم للسيد حمام وسرب اليمام:


سوف أستقيل من منصب حاكم المزرعة في حال حل اللغز، والقضاء على الوحش وفك الحصار وعودة الحياة كما كانت إلى المزرعة..
(يدور سرب اليمام حول الساحة يغني.. ثمّ يخرج فارداً الأجنحة)










المشهد الثالث

المكان : على المدرجات /الحيوانات تتدافع على المدرجات، وتراقب ما يجري خلف السور بقلق. بينما الدب يزرع الساحة جيئة وذهاباً بانفعال ينتظر الأخبار/

القرد : الوحش وراء التل
الثعلب : لا أرى شيئاً
ديّوك : (يمط رقبته).. ألمح خياله
الطاووس: (يلتفت نحو الجهة المعاكسة).. يا لطيف.. لا حدود لطوله..
القرد : العمى..؟!.. معقول!!
الثعلب : (بانفعال يمد لسانه) أخ على أيام زمان.. طاووس يلعب بعقل الثعلب، وديّوك يسرح في الخيال.. معقول!!
الدب : هذه حال الدنيا.. يوم لك ويوم عليك.. (للسعدان).. هيه.. آخر الأخبار يا سيد سعيد؟ هل عاد الحمام؟
القرد : (بصوت عال) عاد الحمام..
الأصوات : عاد الحمام.. عاد الحمام.. عاد الحمام
الثعلب : ..حطّ الحمام
الأصوات : حطّ الحمام
(حالة من السكون، والدهشة تسود المكان.. يترجل أستاذ حمام باتجاه الحاكم ليقف قربه، ثمّ يكلم الحاكم)
أستاذ حمام: مبارك يا سيدي
الدب : (بذهول غير معقول) معـ. معقول!!. هل حللتم اللغز.. وقتلتم الوحش؟!!.
أستاذ حمام: كلاهما يا سيدي
الدب : والصخرة؟!..
أستاذ حمام: ما بها؟
الدب : ما زالت جاثمة، والحصار ما زال واقعاً؟!
أستاذ حمام: نعم..
الدب : إذاً لم نستفد شيئاً؟!..
أستاذ حمام: لا يا سيدي الحاكم.. لقد انتهى كل شيء
الدب : (بغضب) انتهى كل شيء؟!.. لا أفهم..
(تدب الفوضى.. أصوات صاخبة تتعالى)..
الأصوات : الوحش حي..!! الوحش مات..!!.. نريد الدليل.. الدليل
الوحش حي..!! الوحش مات!!.. نريد الدليل.. الدليل
الدب : أسمعت العامة يا سيد حمام.. تريد الدليل، ونحن أيضاً نريد الدليل..
أستاذ حمام: (يلتفت نحو الجميع ويسأل).. من منكم رأى الوحش..
(يتنقل بين العامة على المدرجات وهو يكرر سؤاله.. لا أحد يجيب.. يتوقف عند بعضهم)
أستاذ حمام: (ساخراً من الثعلب) صحيح.. هل رأيت الوحش بأم عينيك يا سيد ثعلب؟
(يخطف المنظار من الثعلب ويقلده) له رأس بوم وجسم كركدن، وعنق ضبع وأذنا خنزير.. وأرجل فيل.. وذيل حصان.. وجناحا باشق.. لكنّه لا يطير.. ويمشي كالبعير.. بخفة ورشاقة، وسرعة، وأناقة.. أليست هذه الأوصاف التي اخترعتها أنت وصديقك.. (يشير نحو القرد).. ما رأيك يا سعدان أفندي؟
(لا يرد) وأنت يا طاووس أفندي؟ يا صاحب الخيال الواسع.
(لا يرد.. للجميع).. وأنتم صدقتم، ونحن معكم أيضاً..! بل آمنّا جميعاً بوجود هذا الوحش.. فهل تصدقون أننا نحن معشر الحمام حللنا اللغز، وقتلنا الوحش؟! (تنبعث همسات مسموعة..) بالتأكيد لا تعرفون الإجابة؟..
سأقول لكم الحقيقة: نحن معشر اليمام من طبعنا المحبة والسلام.. ومن شدة خوفنا على المحبة من أن تزول، والفوضى من أن تسود، ويعم الاقتتال بدل الوئام، وتحل الفتنة والبغضاء بين الأصحاب، والأصدقاء. وحتى تعود للمزرعة الحياة، ويعم السلام.. قررنا حل اللغز وقتل الوحش.. فالتقطنا الحجارة من كل مكان.. وطرنا عابرين الصخرة نبحث عنه فلم نجده.. انتظرناه طويلاً، فلم يأت.. ولم نجد أمامنا إلا الصخرة فأدركنا وقتها أن اللغز هو تلك الصخرة التي حجبت نور الحقيقة فحوّلته إلى خيال.. وما الأصوات التي كنتم تسمعوها إلا أصوات الرياح، وأصوات رفاقنا في الجانب الآخر من الصخرة. فعندما تمر هذه الأصوات عبر الثقب الحلزوني تتضخم وتهتز وتحدث أصواتاً مرعبة. وما الوحش إلا الخوف الجاثم على صدوركم، والوهم الذي يغلف عقولكم، والظلام الذي يعمي أبصاركم.
(يرفع صوته ويقول بنبرة خطابية).. يا أهالي مزرعة المحبة والسلام:
اسمعوا وعوا.. الوحش موجود في كل مكان.. وفي كل وقت وكل زمان.. الوحش هو الخوف.. هو الوهم.. هو التمزق الذي أصابكم، والضعف الذي أوهنكم.. ما لكم والله إلا الاتحاد والقوة من أجل أن يسود السلام.
الأصوات : من أجل السلام نريد الحل يا أستاذ حمام..؟..
أستاذ حمام: الحل موجود وعليكم معقود.. إن إزالة الصخرة تعني.. إزالة الوهم.. إزالة الخوف.. فبالاتحاد نزيل الصخرة وبالمحبة نعيد الفرحة.. هيا.. هيا.
/تسود حالة من الغليان.. يتحرك الجميع، وهم يحملون بأيديهم المعاول والعصي، ثمَّ ينهالون على الصخرة ضرباً فتتكسر، ويفتح الدرب وتمر القوافل، وتعبر الحيوانات/
الحمار : مستحيل..!.. انظروا..!!
إنه أخي الحمار الضرير.. إنه حي.. إنه حي..
الدب : (بدهشة) الأموات..؟! الأموات يعودون من جديد (للأستاذ حمام) انظر يا سيدي
أستاذ حمام: لا تقل سيدي
الدب : لا بأس يا سيدي.. (يضحكان بمتعة)..
بقرة خانم: إنه زوجي.. أبو أولادي..
(تندفع نحوه بسرعة ولوعة تمرر يديها على رأسه وقرنيه باستغراب)..
الثعلب : (بدهشة).. ثور بيك؟!..
القرد : بلحمه وذراعه، وحذائه وقرنيه.. معقول؟!.. إذاً ما الذي رأيناه؟!..
الثعلب+القرد: بصوت واحد: خلّوا الطابق مستوراً..
(يضحكون)..
الحمار : (مدهوشاً) إنه ثور بيك بلحمه وشحمه، ومعه الحاسب والتلسكوب صديقاه.. الحمد لله.. كان يا مكان.. يا حاضر يا زمان..
الوحش ولّى.. والخوف زال.. عادت المحبة.. عاد الأمان.. عمّ الوئام.. ساد السلام
(يعم الفرح المكان ويغني الجميع)..
الوطن الحب يمسينا
ووئامٌ حلَّ بوادينا

فالصخرةُ زالت وتوارت
وسفينة حبٍ قد سارت

والفرحة في الدنيا دارت
وسلام عمَّ أمانينا


ـ انتهت ـ
الرقة - 1992

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khatab38.yoo7.com
 
من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)
» حكاية صياد مسرحية في فصل واحد من المسرح المدرسي
» درر من ذاكرة المسرح المغربي العريق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الوادي  :: عالمي :: أحلام-
انتقل الى: