التربية التي نريد تتمثل من خلال منظومة من القيم التي تتوافق مع الفطرة السليمة السوية التي تفتح مساحات من الحرية المنضبطة التي يعيش الفرد من خلالها الحياة الطيبة.
فالعالم اليوم لا يحركه الاقتصاد العالمي أو النظم السياسية أو الاجتماعية.. إنما تتحكم فيه القوة الاستراتيجية التي هي القيم حيث ينعقد عليها القلب المحرك للشعوب اليوم، مهما بلغ وعي الفرد وتمكنه من الدرجات العلمية والمكانة الاجتماعية والثراء، فالقيم هي الطاقة لتلك الروح داخل الأجساد وهي مركز انطلاق الإنسان وإبداعه وانتمائه، يصوغ رؤيته وغايته وأهدافه في الحياة على ضوئها، وإن لم تكن مكتوبة فهي محفوظة وبشكل متقن، يعيش ويموت من أجلها.
واستنادًا إلى ذلك لا بد للمخططين التربويين وغيرهم أن يولوا جانب القيم مزيدًا من الأهمية والحضور، وأن تركز مكونات المنهج بمفهومه الشامل على تحقيق هذه الأهداف القيمية، وأن تُرسم البرامج والمشروعات التربوية الواسعة الانتشار التي لها خاصية التأثير المباشر على الطالب والمعلم، وتُبنى أدوات ومؤشرات القياس لضبط توظيف القيم وتفعيلها في البيئة المدرسية، وبشكل مركز من خلال المواقف التعليمية، الصفية وغير الصفية، وأن تكون ضمن مهام جميع المشرفين التربويين الزائرين للميدان التربوي، كي نحقق التربية التي نريد ونستكمل مواصفات الطالب المبدع المتكامل الشخصية والانتماء... على هدى وبصيرة.