محمد خطاب Admin
عدد المساهمات : 148 نقاط : 441 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: تحديد الأهداف أول مرحلة : الدافعية.. وقود النجاح بقلم : عرض محمد جميل الثلاثاء أبريل 24, 2012 3:11 pm | |
|
الكتاب: تحسين دافعية أطفالنا المؤلف: إليزابيث هارتلي برود ترجمة: الدكتور عبداللطيف الخياط الناشر: دار الإعلام ـ عمان الأردن 2011 (فرق كبير بين من يتمنى أن يكون ابنه مندفعًا وذكيًا ونشيطًا وناجحًا فحسب، وبين من يفهم كيف يمكن أن يطلق طاقات أبنائه، ويصل إلى الأزرار الخفية في شخصياتهم ليصل بهم إلى أقصى ما تمكنهم طاقاتهم ومواهبهم دون أن يضع في طريقهم حواجز وسدودًا عن قصد أو عن غير قصد). ربما كان هذا المقتطف من الكتاب تلخيصًا مكثفًا لموضوعه. ذلك أن هذا الكتاب كتاب موجه بالدرجة الأولى للوالدين. فإذا كان بإمكان الوالدين أن يجعلا من دوافع الطفل متوائمة مع توجيهاتهما فعليهما أن يسعيا لتوجيه الطفل بإدارة شؤونه وذلك مع بداية أول يوم من حياته في هذه الدنيا، بحيث يستطيعان إحاطة الطفل بجو يوقظ عنده الدوافع والطاقات لتكون نموذجًا للسلوك المفيد. وهذه العملية تحتاج إلى تأكيد ثلاثة عناصر وغرسها في سلوك الطفل وهي: 1 - الثقة بالنفس، وذلك بأن تكون نظرته إلى نفسه إيجابية في نواح كثيرة. 2 - الفعالية الشخصية بحيث يدرك أن بإمكانه أن ينجز أمورًا معينة بنجاح حتى النهاية. 3 - اكتساب سمة التوجيه الذاتي فيستطيع أن يعمل بصورة مستقلة في حل المشكلات التي تواجهه وحل المهام التي تناط به. تؤكد المؤلفة أن الوصول إلى تحقيق عملية التوجيه الذاتي للطفل لا يعني أن هناك تصورات جاهزة. فلكل طفل كيمياء خاصة وفرادة مستقلة على الوالدين فك شفرتها ومعرفة أسرارها. وعمومًا فإن التوازن في هذه العملية التربوية هو الذي سيدل الوالدين على التمكن من التوجيه الذاتي لطفلهما. وينطوي التوازن على رؤية دقيقة في فهم طرق استجابة الطفل لأوامر والوالدين، فعليهما مثلاً أن يبديا الاهتمام دون أن يفرضا حلولاً، وأن يرسما الطريق دون أن يدفعا الطفل دفعًا إلى سلوكه، وأن يشجعا إمكاناته تاركين له التحكم. أما طبيعة الدافعية وتعريفها فهي على رغم أهميتها وكونها محورًا في الحياة تبدو مفهومًا يصعب تحديده والإمساك بمعناه المنضبط. وبحسب أحد كبار المتخصصين في التربية وهو (تشارلز هاندي) في قوله (إن من أكبر المشكلات المتعلقة بفهم الدافعية هي أننا غير متأكدين هل هي شيء يصنعه الآخرون للإنسان، أم هي شيء يصنعه الإنسان لنفسه) نلاحظ أنه قد وضع يده على جوهر المشكلة. ذلك أن صنع الدافعية للفرد يعني التحكم فيه، وهذا يتناقض مع هدف الدافعية حيث لن تكون هناك دافعية إلا حينما يقوم الأفراد بالتصرف من ذاتهم ويخطئ الآباء والأمهات حينما ينسون هذا الفرق. ولهذا يقول هاندي أيضًا (إن المربي القوي والحساس في نفس الوقت يستطيع أن يوجد الشروط التي يظهر فيها هذا الاندفاع لدى الأطفال، ولكن الاندفاع في نهاية المطاف يجب أن ينطلق من داخل الطفل. الدافعية وتحديد معنى النجاح ثمة فرق بين النجاح الأكاديمي، والنجاح العملي. إذ يجد الباحثون أن هناك صفات شخصية تصل بالفرد إلى النجاح أكثر من التحصيل العلمي، ومن أهم هذه الصفات: القدرة على إقامة صلات طيبة مع الآخرين، ومن أجل هذه القدرة يحتاج الفرد إلى أنم يفهم وجهة نظر الآخرين، وأن يكون قادرًا على التواؤم مع الظروف المختلفة. وهي كلها صفات تقوم أولاً على فهم الفرد لنفسه وعلى قدرات يسميها الباحثون بعبارات مثل: الذكاء العاطفي، المهارة الاجتماعية، الصورة النامية للذات. ومن المفارقات في هذا الصدد أن الباحث (دانيال جولمان) صاحب أشهر الكتب حول الذكاء العاطفي، وجد أن نسبة الذكاء العالية لا تؤثر في النجاح إلا بنسبة عشرين في المائة! مراحل الدافعية للدافعية خمس مراحل حددتها مؤلفة الكتاب، وذلك بتصور هذه المراحل كما لو أنها خريطة تدل على تلك المراحل. فالناشئ يحتاج إلى المعرفة وإلى مهارة تتعلق بتلك المعرفة طوال هذه الرحلة. ولا تغني المعرفة عن المهارة، كما لا تغني المهارة عن المعرفة. وهذه المراحل الخمس هي كالتالي: 1 - تحديد الأهداف. 2- تحديد ما إذا كنا نملك القدرات والمهارات اللازمة للوصول إلى الهدف. 3 - تحديد طريقة الوصول إلى الهدف. 4 - التطبيق. 5 - النجاح في الوصول إلى الهدف. يمكن أن يكون الهدف من اختيار الطفل أو الكبير أو يكون نتيجة حوار بينهما، لكن إذا كان الكبير هو الذي يختار الهدف فيجب أن يكون ذلك الاختيار سببًا لسعادة الطفل بحيث يشعر أن تحقيقه مهمة شخصية له، فكلما فهم الطفل ما سيعمل ولماذا يعمل تحسن أداؤه. إن رفع القدرة على الإنجاز والتفوق يحتاج إلى ضبط القلق، فهناك علاقة معينة بين التحدي والمهارة، وحينما يتطلب التحدي مقدارًا من المهارة فوق ما نملك أو فوق ما نظن أننا نملك فإن القلق يزداد، وإذا ازداد القلق فوق حد معين توقفت قدرتنا عن التفكير الواضح وعن الأداء الفعال. وإذا أراد الوالدان زيادة إنجاز الطفل فهما يحتاجان إما إلى التحكم بالتحدي، أو إلى زيادة المهارة. الدافعية في مجال الدراسة تتميز المدارس الفعالة بعدد من الصفات المشتركة منها: 1 - وجود القيادة الناجحة التي توفر بيئة مهيأة للدراسة تشجع على الاعتماد على النفس. 2 - وجود رؤية مشتركة. 3 - العمل الجماعي. 4 - وضوح فمرة الواجبات والحقوق. 5 - التركيز على تقدير الطالب لنفسه. 6 - تنوع المهارات التي تنميها البيئة المدرسية. 7 - التعاون مع البيئة والوالدين. ومن خلال هذه الصفات التي يجدها الطفل في المدرسة، مضافًا إليها طبيعة التكوين الأسري وأداء الوالدين الإيجابي في حياته السابقة للدراسة يمكن أن يكتسب الدافعية التي تمنحه القدرة على تحقيق أهدافه ونجاحاته في الحياة. هكذا بدا لنا هذا الكتاب في منهجه بمثابة دليل للوالدين حيال اكتشاف مفهوم الدافعية لدى الطفل وتنميتها بحسب الطرق الأكثر فاعلية. وإذ بدا الكتاب ذا طابع مختصر ومكثف، فإنه كذلك احتوى على كثير من القواعد المرتبطة بمفهوم الدافعية والتي يمكن اختصارها بحسب مؤلفة الكتاب في هذه العبارة العميقة (حينما يكون شعور الطفل تجاه نفسه طيبًا، فإن هذا كفيل بأن يمكنه من الإنجاز والنجاح، فالطفل ذو الشعور الإيجابي لا يحتاج أن يقف موقفًا دفاعيًا مبررا لسلوكه) وبهذه العبارة المختصرة يمكن للوالدين إدراك معيار الدافعية في نفس الطفل عبر ذلك الشعور بالرضا. وهو شعور لا يعرفه أحد أكثر من الوالدين. [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img] | |
|