الوادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الوادي

الحياة خبر كويس وآخر سيء
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  خيارات الموهبة
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:44 pm من طرف محمد خطاب

» استخدموا (ضمير الملكية) وقولوا: أبنائي .. طلابي .. مدرستي
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:35 pm من طرف محمد خطاب

» تطبيقات ( الكايزن ) في الطفولة المبكرة بقلم : لمياء صالح
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالسبت مايو 26, 2012 4:26 pm من طرف محمد خطاب

» حرب البلقان ١١ يوليو ١٨٧٦
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 11:05 pm من طرف محمد خطاب

» بناء الدولة الحديثة في مصر
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 11:02 pm من طرف محمد خطاب

» رؤساء مصر من أيام عمرو بن العاص الى الان
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 10:51 pm من طرف محمد خطاب

» الكرامة المصرية و الاستعلاء السعودي بقلم : محمد خطاب
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 9:44 pm من طرف محمد خطاب

» من التاريخ النوبي : أمیر نوبى
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 12:56 am من طرف محمد خطاب

»  الحملة الفرنسية على مصر من خلال المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي(دراسة استشراقية)عمر البوجمال بن جاسم2
درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالخميس أبريل 26, 2012 4:26 am من طرف محمد خطاب

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 درر من ذاكرة المسرح المغربي العريق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خطاب
Admin



عدد المساهمات : 148
نقاط : 441
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Empty
مُساهمةموضوع: درر من ذاكرة المسرح المغربي العريق   درر من  ذاكرة المسرح المغربي العريق Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:53 pm

التقيت به يوم الأحد 21/10/2007 في حفل جمع عباقرة من المبدعين من مختلف المشارب ،وقُدّمْتُ له بصفتي: الشاعرة مالكة عسال ،وفُدّم لي بصفته الممثل المغربي أحمد الشاوي عزيز .وبعد هنينهة من الحديث ،لمست في هذه الشخصية باعا طويلا في الفن المسرحي المغربي ،وأنها فد بصمت بأصابعها الخمسة صفحة تاريخه بالبلور ،وعليه ضربت معه موعدا لإجراء هذا الحوار الشيق ،وذلك يوم الأحد 23/10/2007 وأتمنى أن يفي بالغرض المطلوب ….

1–مرحبا أخي المحترم أحمد الشاوي عزيز في هذه الجلسة الحميمية الطيبة ،أود قبل كل شيء أن تقربني أكثر من شخصكم الكريم .

*– أولا أشكركم أختي الكريمة على هذه المحنة الشاقة ،وعفوا على تعبكم معي …عبد ربه هذا لقبه العائلي "الشاوي عزيز"واسمه الشخصي "أحمد"..والاسم الفني "أحمد الشاوي "بإسقاط "عزيز "..من مواليد 16/05/1934،وبالضبط ليلة الخميس على الساعة الواحدة والربع، بحي بوسمارة المدينة القديمة بالدار البيضاء . فتحت عيني على التعليم التقليدي بالكُتّاب ،حيث ألممت بدراسة القرآن الكريم ،والأحاديث الشريفة ،والسيَر النبوية والجرومية . ولما بلغت سن العاشرة من عمري ،أصبحت أزوع من المسجد أو المسيد، كما يقولون ،وأحضر حلقات الحكي قرب مدرسة "لامارين" ،لأشبع نهمي من قصص "عنترة "و"ألف ليلة وليلة "،لم أكن أعرف وقتها للمسرح معنى ،لكن انطلاقا من تشبعي بأحداث وسِيَر الحلقات بدأت بوادر المسرح تدب إلي …وابتداء من سنة 1946 اندلعت الانتفاضة المغربية ،تنشر سلسلة من التوعية لمحاربة الاستعمار الفرنسي والخونة والعملاء تتزعّمُها نواة كانت بمعسكر سيدي بوسمارة، تحت إشراف المناضل السيد "إبراهيم عبارة "خال "إدريس عبارة"وبالموازاة مع الحركة النضالية الجهادية تُلَقِّنُ لنا أناشيد وطنية من طرف المغني "عبد لهاب أكومي "مناهضة للاستعمار ..

2—هل كوّنتم بعض الفرق المسرحية لأهداف نضالية أيضا؟

*– نعم تكونت فرق عديدة، ليس في المسرح وحده ،بل حتى في كرة القدم مثل فرقة "مجد المدينة القديمة "،وفرقة أخرى مسرحية دون اسم تابعة لمعسكر بوسمارة للتوعية ،ونشر ثقافة المواطنة بين المواطنين ..

3—ماهو موضوع المسرحية الأساسي ؟

*– محاربة الأفكار الرجعية ، والنهوض بالقيم الوطنية الداعية إلى التحرر، والتضامن للاندماج في كتلة واحدة ،والذود عن الهوية المغربية ،ومحاربة كل أشكال التفرقة بين أفراد الشعب المغربي ،الذي كان الاستعمارينتهجها لتشتيت المغاربة، وإضعاف قوتهم ، لهذا العرض أحببت المسرح وأصبحت من عشاقه ليس بهدف الشهرة ،أو جني ربح مادي من ورائه ،وإنما الغرض هو البحث العلمي والثقافة أولا، والتشبع بالقيم الوطنية النبيلة ثانيا ..

4—على ذكر الثقافة هل لك في المسرح مستوى ثقافي معين ؟

*– ليس لي أي مستوى دراسي ولاثقافي ولاحتى مسرحي ،لكن حبي للمسرح من أجل السمو به حتى يرقى لأعلى مستوى، جعلني أفتح قميصي على المعارف الفنية بمختلف مشاربها ،التي قد تكون لها اليد الطولى في تطويرالمسرح المغربي والارتقاء به ، وهذا هو الداعي لأعمق البحث والدراسة في هذا المجال ..

5– من هم أساتذتك الذين تتلمذت عليهم ؟

لاأحد كان أستاذا لي ،كنا أساتذة أنفسنا، باجتهادنا وبحثنا المتواصلين ،وبعملنا المسترسل الذي لايعرف حصانه الحرون ..

6—أين كنتم تمارسون شغبكم الجميل هذا ؟وبالضبط في أي تاريخ ؟

*– الفضاء كان "لابارك"الفنية قرب مسجد الحسن الثاني ،حيث يوجد مسرح كبير تحت جمعية "أصدقاء المسرح الفرنسي" ،وقد اخترنا هذا الاسم ،لأن الفرنسيين أفسحوا لنا مجال التداريب هناك،والانطلاقة بالضبط كانت سنة 1946 كما ذكرت لك آنفا ..

7—هل كان الفرنسيون يتعاملون معكم ؟

*– لا ليس مع كل المغاربة ..

8– على وجه التحديد من هم العناصر أو الأشخاص الذين كنت تتعامل معهم ؟

*– لقد كنت أتعامل مع الفنان الكبير، الذي مازال اليوم على قيد الحياة السيد"حسن الصقلي "و"أولاد المعروفي "و"أولاد القدوري "و"أولاد الحاج أحمد الزموري "،كنت أشتغل مدربا تقنيا في كل مايلزم العمل المسرحي من ديكور، وأضواء، وماكياج، وما إلى ذلك ..

9—ماهي الفرق المسرحية المغربية التي كانت فارضة نفسها آنذاك؟

*– كانت فرقة تحت اسم "جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء " برئاسة " الحاج المختار بن عبد السلام "لقد تكونت هذه الفرقة سنة 1928،وقامت بعدة عروض بالمسرح البلدي قبل أن أولد ب6 سنوات ومن بين عروضها مسرحية "صلاح الدين الأيوبي "

10—هل اشتغلت معهم؟

*– لا فقط كنت أحضر من أجل المتابعة والبحث عن العروض المسرحية الجيدة ،والهدف من ذلك الإلمام بالمسرح المغربي من حيث الموضوع والأداء ،وغير ذلك.

11—هل من فرق أخرى ؟

*– نعم لقد كانت هناك فرق أخرى متميزة ، أذكر منها على سبيل المثال :فرقة" العروبة "برئاسة

"عبد الرزاق الهراوي"والذي توفي ضحية المسرح، إثر حادثة سير أثناء عبوره السكة ، وهو يحمل الديكور وإكسسوارات المسرح …بعده تقلد الأمور السيد"عبد السلام الزيادي " ثم "الحاج محمد العلوي "رحمهما الله . كما كانت هناك فرقة بالرباط وأخرى بفاس .

12—ماهي الفرقة التي اشتغلت معها ؟

*– لم أشتغل مع أي فرقة ،لكن في سنة 1951 أسسنا "جمعية بوسمارة "،وقد اخترنا هذا الاسم لأن حي بوسمارة، هو النواة الأولى الذي انطلقت منه هذه الجمعية وفي ترابه تأ سست ..

13—ماهو أول عمل قمتم به ؟وماهو موضوعه ؟

*—رواية "يوسف بن تاشفين "وتتمحور حول قائد إسباني هارب من الجيش، رامية بشكل ترميزي إلى الوضع المرير الذي يعيشه المغاربة تحت نير الاستعمار ..

14—هل جسدتم فيها روح المواطنة ،خاصة وأنتم تمرون بفترة عصيبة ؟

*— طبعا، لأنه هذا هو هدفنا الأسمى من الحياة :التوعية والتحسيس ببطش الاستعمار ،وبث روح النضال ،والذود عن الوطن حتى التحرير والنصر ..

15—هل لقيت المسرحية ترحيبا من الجمهور؟

*– طبعا لكن ليس بالارتياح التام الذي كنا نطمح إليه، نظرا لعدة أسباب :

- أولا: التجربة مازالت فتية وفي بداية الطريق .

-ثانيا: الديكور كان مستعارا من لدن الفرنسيين ،لأنه لم يكن لدينا دعم، ولا مساعدة من أية جهة معينة ،قس على ذلك فاجعة الاعتداء الشنيع على الملك محمد الخامس سنة 1953 ،جعلنا نخلي المسرح تماما ،ونهاجر العمل الفني لشق طريق النضال خاصة بعد تقديم عريضة الاستقلال ..

14—كم دامت مدة مقاطعة المسرح في ظل الحركة النضالية ؟

*– سنتين فقط من 1953 إلى 1955،بعدها توجهنا إلى المعهد البلدي في شارع باريز، الذي مازال لحد الآن ،وكان يتوفر على قسم فرنسي تحت إشراف السيد "أحمد جمال" ، في محاولة لتقديم أنفسنا لمدير المسرح .حتى يتسنى لنا الاشتغال في فضائه ..

15—على ذكر السيد أحمد الجمال ،هل كنتم تعتقدون أن هذا الشخص سيلعب دور الوسيط بينكم وبين المدير للحصول على ورقة القبول ؟

*– لا ،هو كان تلميذا وقتها ،غير أن المدير تفهم القصد ،وأخذنا إلى قسم فارغ ،وتم الاتصال بأحمد الجمال ،فوجدت هذا الأخير مؤهلا، لخلق فرقة مسرحية عربية ،فاشتعل حماسي أكثر، وطرحنا الفكرة عل المدير، حيث أمهلنا 15 يوما، وبعد 6 أيام من المدة المقترحة أخبرنا بفتح القسم العربي..

16—كيف كان شعوركم وأنتم تتلقون هذه البشرى :خبروجود قسم عربي بالمسرح الفرنسي؟

*– لاأخفي عليك ، لقد أحسست لحظتها أن الدنيا مزهرة ،وكل خيرات الدنيا تتقاطر علي ،وعمتني النشوة حتى انهمر الدمع من عيني ،وتم الإعلان عن القسم العربي عبر وسائل الإعلام ،وأول أستاذ سنباشر العمل معه هوالأستاذ"أحمد الطيب لعلج ".

17—هل كونتم فرقة مسرحية ؟

*– لا، فقط كنا تلاميذ ندرس بعض قوانين وشروط المسرح مع الأستاذ آنف الذكر ،وبعدها بدأ الشباب يتقاطرون على المسرح ، حيث وصل العدد إلى 22 تلميذا .

18— على ذكر الشباب ما هي الأسماء الرفيقة التي بقيت في خلدك محفورة حتى الآن ؟

*– الصعري ،محمد الحريشي ،طاهر الفضيل ،وعبد السلام وغيرهم،أستسمح لمن سقط اسمه سهوا من لساني دون قصد..

19—أجدكم أخي أحمد الشاوي تذكرون الذكور فقط،، ألم يتواجد معكم العنصر النسوي ؟

*–بلى كانت هناك نساء رائعات ، من بينهن الباتول بالردى ،نجاة بالردى، ووو..

20—الباتول بالردى ونجاة بالردى ،أرى الألقاب متشابهة هل هما أختان ؟

*– لا هما من عائلة واحدة ،لكن انقطعتا عن المسرح ،ولم تكملا .

21—ماهو أول عمل قمتم به كتجربة أولى في هذا الفضاء ؟

*– مسرحيتا " الدجاجة " و"الناعورة" من تأليف وإخراج السيد أحمد الطيب لعلج ..

22—هل تم عرض المسرحيتين ؟

*– نعم بمناسبة "الغالة".

23—وماهي الغالة ؟

*– هي احتفال يضم مشاهد مسرحية، وأعمالا أخرى فنية مثل الموسيقى والغناء، ورقص

"الباليه"، وغيره من الأنشطة الفنية الاحتفالية .

24—كيف أصبح المسرح المغربي في هذه الفترة ،نريد لمحة من عيونكم أخي أحمد الشاوي، كرجل متتبع للحركة المسرحية المغربية ؟

*– لقد خطا خطوات تبعث عن الارتياح ،وأحسسنا أنه شق طريقه نحو التطور والارتقاء ،وسجلنا تقدما ملموسا عما كان عليه سابقا ،إن على مستوى اختيار المواضيع، أو الأداء، أوالديكور..

25—هل هناك من آليات الاشتغال أوأدوات مُساعِدة على ذلك ؟

*–طبعا أولها البحث العلمي ،والتنقيب عما يساهم في بناء المسرح المغربي ، وتطويره والسير به إلى الأمام من جميع الجوانب :

- متابعة التجديد بمواكبة المسرح العربي والعالمي .

- إعطاء دروس للتلاميذ المبتدئين، كالتدريب على مخارج الحروف ،وكيفية الأداء بما تستدعيه التحركات على الخشبة ،والمراقبة التامة على إخراج الأدوار وكيفية توزيعها ،وتلقينها وحفظها

- خلق أفكار جديدة تساعد على تهييء الديكور بكلفة أقل ..

26— طيب، على ذكر الكلفة ،هل كنتم تحظون بدعم مادي ما ؟ ومن أية جهة بالضبط؟

*– أي دعم ؟نحن كنا ننفق على العمل المسرحي من جيوبنا ،وكل ما نقدمه على حساب نفقاتنا الخاصة ،لم نكن نتوخى أي ربح مادي ،ولا تعويض حتى ،فحلمنا هو توسيع هذا الفضاء المسمى المسرح المغربي ،وإيصاله إلى المرفأ الوضيء ،والحلم الأكبر هو تأثيثه بالشباب المبدعين ،وبالتالي إعطائهم فرصة للإبداع والخلق ،ولاأخفي عنك أننا قد استفدنا استفادة كبيرة ، خاصة مع الأخوين العزيزين السيد أحمد الطيب لعلج، والسيد الطيب الصديقي .

27—لقد أنعمتم بفضاء رحب ،وبخيرة الأساتذة خاصة الأخوين سابقي الذكر،مااسم أول عمل قمتم به من إنتاجكم ؟

*– لا لم ننتج بعد ،لكن كنا نلعب مسرحيات مترجمة أولها مسرحية "السيد" التي حظيت بترحيب واسع من طرف الجمهور ،خاصة الفرنسيين ،حيث كان يحضرها أكثر من 80 في المئة ، رغم أن المسرحية باللغة العربية و اللغة الدارجة العامية.

28—ذكرت ترحيب الجمهور :هل كان ذاك من تلقاء نفسه ،أم رُوّج للعمل ،وأقصد هنا وسائل الإعلام؟

*- - أولا العمل كان جيدا قدم نفسه بنفسه ، كما لا أنفي أن وسائل الإعلام خاصة : lemtinوlemaroc soir هي الأخرى لعبت دورا طلائعيا في هذا المضمار

حيث تناقلت الخبر ،ليس على عملنا فقط ، بل على المسرح المغربي عامة بالدار البيضاء ، مع

تتويج القسم العربي في القمة ، كما أثنت باعتزاز على المستوى الراقي الذي وصل إليه هذا القسم ،وكم مرة كتبت بهذا اللفظ "إن مستوى القسم العربي في المسرح بالدار البيضاء هو تاج المسارح المغربية "،وهذا كان حافزا من نوع آخر على البحث عن الجودة ،والعطاء أكثر .

29—لقد مررتم من محنة شاقة من أجل السير بالمسرح المغربي نحو الارتقاء ، فهل وصلتم إلى المسرحية المثلى ؟

*– لو كنا كذلك ،لوضعنا الرحال وأخلينا المسرح ،وقلنا كفى . لكن أنا أومن أن هناك الجديد ،ويجب أن نتطرق إليه ،فإذا توقفنا عن البحث ،فمعناه الموت ،فحين يقول المبدع أنه وصل ،فقد حكم على نفسه بالنزول إلى أدنى مستوى ،فالبحث يجب أن يواكب العمل ليس في المسرح فحسب ،بل في أي إبداع كيفما كان نوعه :موسيقى، سينما، غناء، فن تشكيلي، كتابة وغيرها ..

30—نعود إلى القسم العربي ومسألة البحث والإبداع ،هل كانت هناك لجنة للمراقبة والإشراف وتتبع الإبداع بالتمحيص والتشذيب ؟

*– طبعا فأي عمل لايخلو من المتابعة لتصحيح مساره، والسير به نحو الارتقاء ، ومن ضمن السادة الأساتذة الذين كانوا يتولون العمل بالتقصي والمراقبة ، أذكر القاص الأخ محمد القطيب التناني ،والسيد أحمد العبدي الملقب بسيبويه وآخرون ..

31—لو تحدد أخي أحمد الشاوي ماهي المهام المنوطة لهذين القامتين: السيد محمد القطيب التناني والسيد أحمد العبدي؟

*– ليس هما فقط ، فكما ذكرت ياابنتي هناك آخرون، كانوا جنودا مجندين لمراقبة العمل المسرحي من ألفه إلى يائه ،من حيث التسيير، واختيار المواضيع ،وتتبع طريقة الأداء،وتحديد سبل البحث المعرفي ،وكيفية تنسيق العمل الحركي المناسب للأدوار على الخشبة . لأن الغرض كان هو خدمة المسرح كعمل فني من جهة ،ومن جهة أخرى، السعي إلى تخرج ممثلين أساتذة كبار،وفعلا لقد أعطى هذ المجهود ثماره ،إذ في سنة 1962 حصلت على الجائزة الأولى للمثلين بتفوق .

32—طيب أخي أحمد الشاوي إلى جانب حضورك القوي والمتميز في التمثيل ،ألم يخطر على بالك تقديم خدمات أخرى للمسرح ؟

*– بلى ..لقد حضرت عدة أفكار، لذا كنت ألتجئ باستمرار إلى تعلم عدة حرف، كالنجارة والصباغة لخدمة المسرح من حيث الديكور، كما طرقت باب عدة تقنيات تخدم عمليات التأليف والإخراج والماكياج… أؤكد عليك أن الجانب التقني كان يشغلني بشكل لايوصف ..

33—جميل لقد كنتم أهل الحنكة والمراس في التمثيل ..لمَ لمْ تكتفوا بالتمثيل فقط ؟

*– تعرفين ياابنتي أن كبر السن يَحُدّ من من نشاط التحرك على الخشبة ،وصحتي خانتني في هذا الباب ،لذا انعطفت إلى الجانب النظري ،لأفيد الشباب في هذا المجال على أقل تقدير .

34—ماهي أول فرقة كان لكم فيها دور مهم ؟

*–فرقة الطيب الصديقي للمسرح البلدي بالدار البيضاء ،وعملي كان تقنيا حيث تكلفت بالديكور ،وبلوازم المسرحية كليا ..

35—ألم تأتيك فكرة تأليف بعض المسرحيات ؟

*– لا، لكن تقلدت مهنة أستاذ، لتدريب التلاميذ عن الحركة ،وكيفية استعمال الخشبة وفق ماهو ركحي ،كما كنت حريصا على تزويدهم بالتقنيات بكل مايستدعيه العمل المسرحي بمفهومه الواسع .

36—نريد أخي أحمد الشاوي أن تَذْكُرَ لنا بعض الأعمال التي تركت صداها في العمل المسرحي المغربي ،ولم تبرح مخيلتك حتى الآن ..

*–في الحقيقة كل عروضنا كانت شيقة ،وخلفت بقعة ضوء على صفيحة المسرح المغربي ،من ضمنها "سلطان الطلبة"و"سيدي ياسين في الطريق"،هاته الأخيرة هي التي حولها الأستاذ الطيب الصديقي إلى فيلم "الزفت"، ثم "عبد الرحمان المجذوب "، هذا إلى جانب إشرافي كديكوريست على كل عمل مسرحي .

37—ألم تفكروا في الاستقلال عن الأستاذ الطيب الصديقي ،وخلق تجربة من إنتاجكم أنتم؟

*– بلى فكرنا وكونا فرقتنا بعنوان "مسرح التجربة"

38—ولم هذا الاسم " مسرح التجربة "

*– لقد اخترناه لأنها تجربة فعلا، نتوخى من ورائها البحث عن مسرحيات عالمية ، لها روعتها في الأداء ،والديكور والمواضيع والتقنيات بغرض تلاقح التجربتين، للارتقاء بالمسرح المغربي والوصول به إلى مستوى رفيع .

39—أخي لاشك أن الفن الصادق ينبع من مشاعر صادقة ، بامتصاصها لما هو في الواقع،فالسؤال المطروح إذن :ماهي المواضيع التي كنتم تتطرقون إليها ؟

*– سؤال وجيه ،فنحن كنا نتطرق إلى مواضيع اجتماعية، نعانق فيها هموم الشعب ،والملاحظ أنه كنا لانصل إلى مانطمح إليه ولا إلى مانريد .

40– لماذا؟

*– لأن قضية البحث عن الجديد بتطلع وطموح كبيرين، كانا يحسساننا أننا مازلنا في أول الطريق ،وأن أشياء جديدة أمامنا يجب أن نفتق أسرارها ونصل إلى كنهها ، لذا عملية الركض لم تتوقف أبدا .

41—كيف كان تفاعل الجمهور مع أعمالكم ؟

*– لقد حظي عملنا بالترحيب ،واستجاب له الشارع المغربي ،واستقبله بارتياح ،والدليل على ذلك ،هو أننا قد عرضنا مسرحية "المعطف"أكثر من 10 مرات ،كان فيها المسرح غاصا عن آخره .

42– لايسمى الإبداع إبداعا إلا بتنفيذ بعض الأفكار الجديدة ،قد تنهض على أنقاذ القديم لتكمله ، كسيرورة أو كامتداد ، فماهي أهم الأفكار التيي قد بزغت إلى ذهنك لحظتها وأنزلتها حيز التطبيق،وبقيت تخدم المسرح إلى الآن ؟

*– كانت هناك عدة أفكار ،ولكن سأذكر حصريا واحدة منها ،وهي الخشبة الدائرية ،وهي أول حدث تقني مغربي اخترعته ، ومازال يشهد عليه بعض الممثلين إلى الآن ،منهم الخمولي والأزهر محمد.

43—وماهي دواعي هذا الاختراع العجيب ؟

كنا في أي عمل مسرحي نتجنب التعقيد في الديكور، لأنه يتطلب مبالغ مالية باهضة ، ونحن لامورد لنا يمدنا بالدعم. والمسرحية التي كانت على أبواب العرض ، تطلبت أكثر من ركح بديكورات متعددة ،فقسمنا الخشبة إلى أربعة أقسام ،كل جناح خصصناه لديكور معين حسب المشهد المطلوب ،فجاءت فكرة هذا الاختراع ، حيث غطت الخشبة الدائرية المشاهد كلها بنجاح .

44—أخي أحمد الشاوي يلاحظ عليك مؤخرا نوعا من الخفوت في العمل المسرحي ،أو ربما انقطاع بالمرة .،فماالسبب خاصة وأنك من عشاقه الذين ضحوا من أجله بكل ما ملكت أيمانهم ؟

*– فعلا لقد توقفت عن العمل المسرحي سنة 1970،لكن لم أنقطع كليا ،لأن دمه مازال يجري في عروقي ،تنحيت فقط عن الممارسات الخشبية ،لكن مازلت أترصد خطاه عبر وسائل الإعلام .

وسبب انقطاعي هو أسرتي التي أصبحت كبيرة ،وسرت وإياها نتخبط في الفقر،وعشقي للمسرح أنساني دوري كَرَبّ راع لها ، خاصة وأن عدد أفرادها تَضخّم ،فحاولت أن أبحث عن مورد أعيلها منه لإنقاذها .

45– وهل حصلت على عمل ؟وماهو؟

نعم حصلت عليه ، لكن بعد بحث شاق ،حيث داهمتني فكرة الهجرة خارج المغرب أكثر من مرة ،وبالمساعدة حصلت على وظيفة ببنك المغرب ،وأنقذت أسرتي .

46—ألم تأتيك فكرة العودة إلى المسرح ؟ألم يشدك الحنين إلى الخشبة من جديد؟

*– بعد انقطاع دام 17 سنة عن الخشبة ،أخبرني صديق بالعودة إلى المسرح ،وهو السيد أحمد الرداني ،وتحت وابل من المدح والإطراء ،وسلسلة من الحوارات المطولة ،وجدت نفسي أرضخ ،وتشتعل رغبة معانقة الخشبة ثانية بروح متحمسة ، مع أحمد الطويجني ومسرحية "الغول"ثم " ستة من ستين".

47—وما عملك الآن؟

*– أنا ممثل فمن أرادني ،فأنا رهن الإشارة ،لكن بشرط أساسي ،وهو عدم التدخل في شؤوني ،هذا عليهم هم ، وأنا عليَ ثلاثة أشياء :

- الأداء الجيد

-السلوك المتخلق

-عدم التدخل في شؤون الغير .

48 –أخي أحمد الشاوي شكرا على تلبيتكم الدعوة لهذه الجلسة الحميمية ،وعذرا عن أخذنا من وقتكم الكثير ،نرجو كختام كلمة أخيرة منكم ..

*– أولا أشكرك على المنابر التي تعملين فيها ،وأقول بهذا اللفظ وبإلحاح شديد :على الممثل أن يبحث دوما عن الجديد ،ويتشبع بعلم التمثيل ،وألا يكتفي بما لديه ،ويقول : إني وصلت ،فتلك نهايته ،فالتطور بالتنقيب دوما عن الممكن الذي يضيف أشياء غير كائنة ،فإذا كانوا يقولون:" إن المسرح أبو الفنون "فانا أقول: لا لا لا لا " المسرح هو مجمع العلوم "،فإذا لم يكن هناك اطلاع على العلوم التي لها صلة بالمسرح ، خاصة علم النفس ،فإن المسرح لن يؤدي دوره على الوجه المرضي ..



انتهى
حوار للاديبة المغربية
مالكة عسال

0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khatab38.yoo7.com
 
درر من ذاكرة المسرح المغربي العريق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية صياد مسرحية في فصل واحد من المسرح المدرسي
» من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)
» من يقتل الوحش لحمدي الموصلي (المسرح المدرسي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الوادي  :: عالمي :: أحلام-
انتقل الى: